منتديات جاب الدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات سودانيه أدبيه جامعه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عندما أصيب عبد الجبار بـ (وجع شنب)..!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسامة جاب الدين
Admin
اسامة جاب الدين


ذكر عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

عندما أصيب عبد الجبار بـ (وجع شنب)..!!! Empty
مُساهمةموضوع: عندما أصيب عبد الجبار بـ (وجع شنب)..!!!   عندما أصيب عبد الجبار بـ (وجع شنب)..!!! I_icon_minitimeالإثنين يوليو 21, 2008 7:49 am

وأخيراً عبد الجبار يشكو من وجع شنب..!!


(1)

كان حاج عبد الجبار يمتلك شارباً غزيراً، وكثيراً ما تجده يجلس أمام دكانه وهو يفتل شاربه الضخم ذات اليمين وذات اليسار كأنه مؤشر راديو عتيق، حتى جعله كقرني الثور، وكان من ضمن طموحاته في الحياة أن يصل طول شاربه مرحلة أن (يكتف بيهو العجل)، حتى أنه اشتهر بلقب (أبو شنب)، ويفتخر عبد الجبار بـ (شنبه) كثيراً، ومقياسه لأي شخص هو (شنبه)، وله في ذلك مثل قطعه من رأسه يقول فيه ( الراجل بعرفوه من شنبو يا جماعة!).

(2)

وفي دكانه لا يسمح لمخلوق أن يجالسه ما لم يمتلك شنباً كبيراً يؤهله لذلك، وإذا صادف في الطريق رجلاً ذو شارب غزير يُسلم عليه بقوة وحرارة وبصوت جهوري (والله يا ابن العم ارتحت ليك عشان شنبك الكبير ده، ظاهر عليك أخو أخوان).

(3)

عبد الجبار تقمصته حالة الشنب والاستغراق في ملكوت شعيراته ولكن من عيوب عبد الجبار التي لا تخفى أنه كان يحلف بشنبه كثيراً، وبالذات في اجتماعات اللجنة الشعبية، تجده كثيراً ما يقول (شوفوا يا جماعة أحلف ليكم بي شنبي ده القروش الجمعتوها دي ما بتكفي للصيوان)، ويستخدم عبارات مثل ( موضوعكم ده كان تمة شنبي ده يقوم في الزلط)، أو (حاج محمود ود العمدة ده كان يفوز في الانتخابات شنبي ده أقطعو حتة حتة).

(4)

كل ما سبق من استعراض شنبي لا يهم زوجته كثيراً، إلاّ أنها لاحظت أنه في الآونة الأخيرة أصبح يحلف طلاقاً بشنبه!!.. وكان هذا من شأنه أن يهدد مملكتها بالزوال في حال استخدام شنبه في المكان الخطأ، وما يغيظها أكثر أنه يستخدم هذا القسم الغليظ في أشياء تافهة، مثل أن يصر على حاج متوكل ليشرب كباية شاي قائلاً ( علي بالطلاق ... وحات الشنب ده تقعد تشرب الشاي) ويعقبها بصوت عالي (الشاي يا ولية).

(5)

.. يوماً ما خاطبته بحنق شديد ( شوف آ حاج، شنبك ده على العين والراس، لكن ما تحلف لي بيهو طلاق، أحلف بي شنبك براهو، وما تدخلوني في وسطكم)، ألقت المسكينة هواجسها وذهبت حال سبيلها وهو يحدقها بنظرة صارمة و يفتل شنبه بيسراه ويهز رأسه بالموافقة، ولكنه كان كثيراً ما ينسى تعهده بأن يبقي زوجته بعيد عن (طلاق الشنب ده) ويدخل لفظ الطلاق في حليفته الشنبية على مسمع منها متى ما وجد فرصة لذلك.

(6)

وهنا قررت (فطومة) زوجة عبد الجبار أن تضع حداً لهذه المهزلة حتى لا يتم طلاقها بسبب فنجان قهوة أو كباية شاي سادة رفض أحدهم أن يشربه دون اكتراث لهذا القسم، ورأت أن المشكلة كلها تتلخص في هذا الشنب العجيب! .. فإذا فقد عبد الجبار شنبه أو صار عادياً كبقية شنبات الرجال فإنه لن يحلف بالطلاق في الهينة والقاسية والفارغة والمقدودة، وهذا كل ما يهمها في الأمر، فـ شنب عبد الجبار أصبح يهدد مستقبل حياتها الزوجية، لذا لابد من وضع خطة للتخلص من هذا الشنب.. بأي طريقة..

(7)

فكرت أن تقطعه بالمقص وهو نائم ولكنها أدارت الأمر في رأسها بأن انتقامه سيكون رهيباً، كما أن الشنب سينمو في غضون أسابيع، لذا قررت أن تذهب إلى (سنية ست الودع) وهذه بمثابة (فكي نسوان الحلة)، قد تجد عندها ما يفيد. ذهبت إليها وحكت لها المشكلة من البداية، حدقت سنية في السقف قليلاً، والتفتت إليها قائلة (أنا عندي ليك بخرات .. بخريهو بالليل وبصبح الصباح عندو وجع شنب !!!)، هتفت بها فطومة بدهشة ( وجع شنو؟!)، أجابتها سنية ( أيوة وجع شنب عديل، وما بفك منو إلاّ يحلق شنبو)... فكرت فطومة قليلاً ثم صاحت بحماس ( خلاص أديني البخرات دي أنا دايراها)، صرت البخرات في يدها بقوة، دفعت البياض وخرجت وهي تحدث نفسها في الطريق ( الليلة أرجى الراجيك يا عبد الجبار .. ما شنبك العاجبك ده ، بجيب خبرو .. عشان تاني ما تحلف بيهو طلاق).

( 8 )

وفي الليل وبعد أن نام عبد الجبار، أطلقت البخور، لم يشعر عبد الجبار حينها بشيء، إلاً أنه عندما أصبح الصباح نهض من السرير فزعاً ممسكاً بـ شنبه الذي كان يؤلمه ألماً لا يطاق، صرخت فيه فطومة ( مالك آ راجل)، صاح متألماً ( شنبي يا فطومة .. آآآآي .. وجع شنب شديد خلاص!!!)، عملت له بعض المكمدات الباردة ولفت له شنبه بقطعة قماش وأخبرته أن وجع الشنب هذا لا تعالجه إلا (سنية ست الودع)، وبحسب أنه ممكوناً وموجوعاً ذهب إليها، فأخبرته أن العلاج الوحيد هو أن يحلق شنبه من جذوره!!! بحلق فيها بذهول وهو يقول ( أحلق أنا شنبي .. والله يا هو الفضل!!)، ثم اندفع خارجاً.

(9)

وهنا رفع عبد الجبار شعار (الألم مقابل الشنب) ، كان وجع الشنب يأتيه كل صباح ثلاث ساعات كاملة من الألم المتواصل، فيتحمله بمعاناة، أما فطومة فلجأت الى الله بالحمد والثناء الذي ألهم سنية بهذه الفكرة العجيبة، فقد كان كل ما يهمها أنه لم يعد يحلف طلاقاً بشنبه بعد ذاك أبداً!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عندما أصيب عبد الجبار بـ (وجع شنب)..!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جاب الدين :: المنتديات الأدبيه والمكتبات :: منتدى كتابات اسامه جاب الدين الأدبية-
انتقل الى: