اسامة جاب الدين Admin
عدد الرسائل : 10 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: حكاية زول يدمن إلقاء الأسئلة العبيطة .. (قصة قصيرة) الإثنين يوليو 21, 2008 6:54 am | |
|
الزول اللديح ...
ينقسم (الأزوال والزيلان) - جمع زول – الي أقسام جمة .. هناك الزول الكريم ، والزول الغتيت ، والزول السمح … ومن ضمن القائمة تجد (الزول اللديح).
اللداحة من المفردات الشائعة في عاميتنا .. وقد تكون في حياتك قد صادفت الكثير من اللديحين .. فاللديح هو ذلك الذي يأتي بأقوال وبأفعال غياظة مثل أن يثرثر معك وأنت تقرأ الجريدة ، هذا من باب الأقوال ، أما الأفعال أن يخطفها من يدك ليقرأها قبلك!!. فلو كان الأمر بيدك لقمت بخنقه أثناء ممارسته عملية اللداحة .. إلقاء الأسئلة التي ترفع الضغط والكلسترول معاً تعتبر نوعاً من اللداحة .. سأحكي لكم قصة لديح من هذا الطراز.
كان هذا اللديح يجلس في المقعد المجاور لرجل وقور المظهر في بص سياحي متجه من كوستي الي الخرطوم .. والراكب في مثل هذه البصات يكون في غنى عن أى ثرثرة من جاره .. المقعد الوثير .. ومكيف الهواء ..والفيلم الذي يعرض على الشاشة أمامه .. كل هذا يجعل الراكب في حالة من الاسترخاء وإنسياب الأفكار لا تحتمل المقاطعة .. كان هنالك حادث مروري وقع أمامهم على بعد أمتار .. توقف الباص .. ونزل الركاب ليتبينوا الأمر .. ومعهم الشخص الوقور .. وبقي اللديح في مكانه .. بعد حوالي عشرة دقائق عاد الجميع بعد أن وجدوا الإسعاف وعربات الشرطة إستدركت الوضع .. استأنفت الرحلة .. سأل اللديح جاره الوقور:
- الحاصل شنو؟
- في حادث وقع هنا.
- بين شنو وشنو؟
- بين باص سياحي وناقلة وقود.
- الباص جاي من وين والناقلة من وين؟
- الباص من الخرطوم والناقلة جاية من كوستي.
- الناقلة ماركتا شنو ، والباص تابع لي ياتو سفريات؟
- الناقلة ماركتا (.....) والباص من سفريات (......).
- طيب في ناس ماتو؟
- زي خمسة.
- في جرحى.
- حوالي عشرين.
- سواق الناقلة الحصل ليهو شنو؟
- ما جاتو أي حاجة.
- طيب الجرحى ودوهم وين؟
- حوادث الخرطوم.
- شالوهم بي شنو؟
- بالإسعاف.
- الاسعاف جا من وين؟
- تابع لي مستشفى الكوة.
- وباقي الركاب الحصل ليهم شنو؟
- كويسين.
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
بعد أن فرغ رأسه من الأسئلة سكت .. أما صاحبنا الوقور الذي أثبت أن حبال صبره إذا مُدت تصل الي ضواحي الصين ، وصل ثيرمومتر عدم إحتماله الي درجاته العليا ، إلتفت الي اللديح وقال له:
- ساكت مالك ما تسأل؟ أجاب اللديح بدهشة:
- خلاص تاني ما داير.
هنا تخلى الوقور عن وقاره واستل سكين ضراعه ورفعها فوق رأس اللديح وسط دهشة الركاب وكشر له مزمجراً وقال:
- حرررم تسأل ...
حاول الركاب تدارك الموقف .. ولكنه حذرهم بأنه سيجتز عنقه من (لغاليغه) إذا تدخل أحدهم .. وإلتفت الي اللديح:
- أسأل آزول؟
غمغم اللديح بخوف وهو يرى ظل السكين فوق عنقه :
- أسأل أقول شنو؟
الذي كان وقوراً قال له:
- أسأل من أي حاجة بقالة ، حجر ، شجرة ، سريع قبل ما أقطع ليك راسك (الغليد) ده.
دارت عجلة الأسئلة والأجوبة مرة أخرى بين اللديح وصاحبنا.
اللديح يسأل:
- دي شنو؟
- دي شجرة.
- شجرة شنو؟
- هشاب.
- وديك شنو؟
- بقالة.
- الفي الرف داك شنو؟
- صلصة.
- والجات ماشة جنبنا دي شنو؟
- عربية.
- ماركتا شنو؟
- بوكس
وهكذا ظل اللديح يسأل وهذا يجيب حتى وصولوا الي أطراف جبل أولياء .. والركاب (يعجبوك) كادوا أن (ينفقعوا) من الضحك .. وأخيراً رجع الذي كان وقوراً إلى وقاره وأدخل سكينه الطويلة في جرابها وخاطب اللديح بعد ما (إتفشى):
- معليش يا استاذ ما كان ح أقطع راسك .. لكن مع فقعت مرارتي دي كان لازم أعمل كده .
تنفس اللديح الصعداء وضحك قائلا:
- والله يا ود العم دي بالغت فيها!!.[/size] | |
|