منتديات جاب الدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات سودانيه أدبيه جامعه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حماد .. وحكاية دقن بشعرة واحدة لا غير .. (قصة قصيرة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسامة جاب الدين
Admin
اسامة جاب الدين


ذكر عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

حماد .. وحكاية دقن بشعرة واحدة لا غير .. (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: حماد .. وحكاية دقن بشعرة واحدة لا غير .. (قصة قصيرة)   حماد .. وحكاية دقن بشعرة واحدة لا غير .. (قصة قصيرة) I_icon_minitimeالإثنين يوليو 21, 2008 6:42 am

حماد .. وحكاية دقن بشعرة واحدة لا غير .. (قصة قصيرة)
(1)

مشكلة (حماد) الأساسية في هذه الحياة أنه نشأ أجرداً، حيث يخلو وجهه من (الدقن والشنب) تماماً، وهذا سبب له حرجاً وضيقاً كثيراً، خاصة وسط التجمعات التي تضم بعض كبار الحلة من ذوي (الشنبات) واللحى الطويلة، وخاصة عندما يُناقش في هذه (القعدات) بعض الأمور المهمة، فما أن يفتح فمه ليدلي برأي ما حتى يتصدى له أحد الجالسين وهو يبرم شاربه قائلاً:

- (عليك الله يا (حماد) أعمل ليك دقن وشنب .. وبعداك تعال غالط معانا..)

هكذا .. انحصر كل همّ (حماد) في كيفية امتلاك (دقن وشنب) ،وتمنى أن يصل مرحلة أن يلقب بـ(حماد أب دقن) أو (حماد أب شنب)، لأن (الدقن والشنب) من المؤهلات التي تجعل له رأياً وسط البقية، ولكن كيف السبيل للحصول عليها، فهي من الأشياء التي لا تهدى ولا تباع ولا تشترى ولا تقايض.!

(2)

كان (حماد) كثيراًَ ما يتطلع لوجهه في المرآة ليبحث عن بوادر نموٍ لـ(دقن) أو (شنب)، فيقترب بوجهه من المرآة حتى يكاد يلصقه بها، ويرتد خائباً عندما لا يرى أى أثر، ولا حتى لذلك الشعر الخفيف المسمى بـ (شَعَر الحَرْ)، وعندما فقد الثقة في المرآة؛ أصبح يسأل أصدقائه المقربين يومياً في إلحاح:

- عليكم الله كدي عاينو كويس .. ما قامت حاجة؟!!!

فيجيبونه بلهجة غير مطمئنة بأن ليس هناك جديد في موضوع (دقنه وشنبه).!

(3)

جرّب (حماد) الكثير من الوصفات والكريمات والمركبات التي أوصفوها له بأنها تنبت الشعر، إلاّ أنها جميعها أثبتت فشلها الذريع، فلجأ للوصفات البلدية، حيث مسح (دقنه) -غير الموجودة- بـ (لبن العُشر)، وبـ(لبخة) مكونة من مسحوق بعر الجمال بزيت النعناع، وحاول مع ذلك الكثير من الزيوت؛ ابتداءً من زيت الفول، وزيت الخروع، وزيت قشر الليمون، وحتى (زيت المكنة) لم يسلم من حقل تجاربه، ولكن كل هذا لم يجد نفعاً لحث شعرات (دقنه) للخروج من مكمنها، أحد أصدقائه أرشده أن يلجأ لـ(زراعة الشعر)، ولكن عندما سأل عنها وجد أن زراعة (دقنه) لوحدها تعادل تكلفة زراعة عشرين فدان من القطن طويل التيلة، فصرف هذه الفكرة عن رأسه واقتنع تماماً أن (دقنه) هذه لن تنبت حتى وإن استعمل لها يومياً جالوناً من السماد العضوي المركز.!

(4)

يوم ما، وبينما كان (حماد) يعبث بـ (حنكه) في حركة لا شعورية، مست أنامله شيئاً ما، دقق اللمس فوجدها شعرة نابتة وحيدة ويتيمة ملتفة حول نفسها، وطولها لا يتعدى الثلاثة مليمترات، وقام من مكانه جارياً نحو المرآة -على الرغم من أن الشمس في وسط السماء- أحضر (بطارية) وأضاءها في وجهه، ليتأكد من أن هل هذه شعرة أم أنه في حلم؟!، وفرح فرحاً شديداً عندما تأكد من كونها شعرة بالفعل، وعلى الرغم من أنها وحيدة، وتكاد لا ترى بالعين المجرّدة، إلاّ أنه اعتبرها (فاتحة خير)، ومع سعادته هذه ذهب من مكانه لصديقه المقرب (محجوب)، الذي يستشيره في مثل هذه الأمور، ليبشره بأنه أخيراً (قامت ليهو دقن).!

(5)

بحْلق محجوب في وجه (حماد) بدهشة ثم قال له بـ حِيرة:

- ويني دقنك القلتها دي .. أنا ما شايف أى حاجة؟!!

هتف به (حماد) في حماس:

- كدي عاين كويس يااخ .. دي ياها ظاهرة.!

اقترب (محجوب) بنظره من فكّ (حماد) أكثر، وبعد جهد رأى (دقن حماد) المزعومة، وصاح بدهشة:
- إنت قاصد دي ... لكن دي شعرة واحدة!!

رد عليه (حماد) بحنق:
- ياخ العافية درجات .. هسع بكرة بتقوم جنبها واحدة...وبعد بكرة واحدة... شهر كده وإنشاء الله تبقي دقن كبيرة.

هز محجوب رأسه بعدم اقتناع، وانصرف عنه (حماد) بفرحة طاغية وهو ممسكاً بشَعَرته الوحيدة حتى لا تضيع منه.!

(6)

الوحيد الذي تضرر من موضوع (دقن حماد) هو صديقه محجوب، كان (حماد) يأتيه يومياً ممسكاً بـ مسطرةٍ بشماله، وبالشَعَرة اليتيمة بيمينه ويقول له:

- الليلة يا محجوب دقني زادت سنتمتر عديل!

ثم يسلمه المسطرة قائلاً:
- كدي عليك الله أتأكد لي من طولها بالمسطرة دي.
يأخذه (محجوب) على قدر عقله، ويقيس له الشَعَرة التي لم تنم بجانبها واحدة أخرى مطلقاً، كان (محجوب) صبوراً مع (حماد) الذي تفنن كثيراً في قياس (دقنه)، فيأتي له أحياناً بـ منقلة، وتارة بمثلث قائم الزاوية، وصار (حماد) يسجل مقاسات (دقنه) كل يوم في كراس رسم بياني، اشتراه خصيصاً لهذا الغرض.!

(7)

طالت (شَعرة حماد) بمرور الأيام، حيث كان يحافظ عليها كثيراً، ويوليها كل عنايته واهتمامه، وصار يمسحها بمختلف كريمات الشعر، ويسرّحها بتركيز، متمنياً أن تنمو معها واحدة أخرى حتى تدعم موقفه بين كبار الحِلة، وحتى يستطيع أن يفتخر بأنه أصبح يمتلك (دقن).!

(Cool

بعد انقضاء شهرين وصل طول (شَعرة حماد) حوالي خمسة سنتمترات، وأصبحت شغله الشاغل، ويجلس مع صديقه محجوب فترات طويلة ليتناقش معه ويستفسره في إجراء بعض التضريبات الخاصة بالشَعَرة ليعرف كم سيصبح طولها بعد شهر آخر؟.. و(محجوب) يجاريه في هذه (الشغلة) بصبر وأناة.!

(9)

في ذلك اليوم أتى (حماد) كالعادة لـ (محجوب) وهو يحمل هذه المرة مسطرة أكبر حجماً من تلك التي يقيس بها في المرات السابقات، وسلمها لـ (محجوب) وهو يقول له:
- كدي الليلة شوفا لينا بقت قدر شنو؟

أمسك محجوب بالشَعَرة وقاسها له بالمسطرة وأخبره بطولها، وسجل مقاسها في الكراس بنفسه، ثم لفها حول إصبعه و(معطها) بحركة مفاجئة، وسلمها لـ (حماد) في يديه وهو يقول له ببرود:
- عليك الله أمسك عليك "سبيبتك" دي ... وأختاني.!! Shocked [/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حماد .. وحكاية دقن بشعرة واحدة لا غير .. (قصة قصيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جاب الدين :: المنتديات الأدبيه والمكتبات :: منتدى كتابات اسامه جاب الدين الأدبية-
انتقل الى: